التلوث هو إدخال المواد الملوثة إلى العناصر البيئية الطبيعية التي تتفاعل معها الكائنات الحية بشكل مستمر، مما يسبب الاضطرابات الكبيرة لهذه العناصر، وللنظام البيئي بشكل كامل.
التلوث عبر التاريخلا شك أن التلوث في زمننا هذا قد تضاعف أضعافاً مضاعفة عما كان عليه مسبقاً؛ حيث يرجع ذلك إلى تضاعف الأنشطة البشرية وازدياد خطورتها بشكل لم يسبق له مثيل قط، فالتلوث بات يهدد مستقبل الإنسانية في زمننا الحاضر.
التلوث بدأ مع بداية النشاط الإنساني على هذه الأرض، ولعل محاولة الإنسان الأول إشعال النار سببت تلوثاً بيئياً كبيراً في ذلك الوقت. وقد استمر التلوث في العصر الحديدي عندما قرر الإنسان صنع الأدوات التي تعينه على قضاء حوائجه.
مع مرور الزمن تعقدت المجتمعات وتطورت، وكلما تطور الإنسان ازداد التلوث شيئاً فشيئاً، فنجد مثلاً ازدياداً في نسب التلوث في مناطق الحضارات القديمة كالهلال الخصيب، ومصر، والصين، واليونان، والهند، وغيرها.
عوامل التلوثتقسم عوامل التلوث إلى قسمين رئيسيين هما:
العوامل الطبيعيةيعتبر التلوث الناتج عن الكوارث الطبيعية كالبراكين، والعواصف، وغيرها من أهم العوامل الطبيعية التي تؤدي إلى تلوث بيئي كبير، حيث تحمل هذه الكوارث معها العديد من الأتربة، والرمال، والمواد الضارة مما يؤدي إلى دمار في الغطاء النباتي، وإلى تلوث في الجو، وربما في الماء أيضاً، هذا ويعتبر تلوث البيئة الطبيعي من التلوثات القديمة، غير أنه ومع هذا لم يكن يهدد حياة الناس على الأرض بشكل كبير.
العوامل البشريةتتضمن العوامل البشرية في تلويث البيئة العديد من العوامل الفرعية منها سوء تصرف الإنسان نفسه مع البيئة، فإلقاء القمامة في الأماكن العامة، وفي المسطحات المائية، والتدخين في الأماكن المغلقة، كل ذلك يسبب تلوثاً بيئياً لا تحمد عقباه.
أيضاً يعتبر النشاط الصناعي من أخطر ملوثات البيئة على الإطلاق، وهو يندرج تحت العوامل البشرية الملوثة للبيئة، فالإنسان في العصر الحديث استطاع أن يقفز قفزات صناعية كبيرة ومهولة، غير أن هذه القفزات كانت لها تكلفة باهظة دفعت البيئة ثمنها، فكمية المواد الضارة التي تنتج عن النشاط الصناعي للإنسان سائلة كانت، أم صلبة، أم غازية أثرت إلى حد بعيد في النظام البيئي، وإن لم يتمكن الإنسان من إيجاد الحلول المناسبة قبل فوات الأوان، فإن ذلك سيؤدي إلى تفاقم للمشكلة وربما إلى الوصول إلى نقطة اللاعودة لا قدر الله.
هذا وتعتبر الحروب من العوامل البشرية التي أسهمت ولا زالت تسهم في تخريب النظام البيئي في المناطق التي تنشب فيها، فبعض الأسلحة التي يتم إطلاقها لا تسهم فقط في إبادة سكان منطقة معينة وحسب، بل تبقى آثارها البيئية السلبية والخطيرة قائمة إلى أمد بعيد جداً، كما أن تحويل بعض مناطق الكرة الأرضية إلى أماكن لتجريب الأسلحة الخطيرة أضر كذلك في النظام البيئي بشكل كبير.
المقالات المتعلقة بتقرير عن التلوث